قال أبو جعفر هذا خطأ من جهتين إحداهما أن معنى عجزه ضعفه وضعف أمره والأخرى أنه كان يجب أن يكون بنونين ومعنى أعجزه سبقه وفاته حتى لم يقدر عليه ٥٩ - وقوله جل وعز وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم (آية ٦٠) قال عكرمة القوة ذكور الخيل ورباط الخيل إناثها وقال غيره القوة السلاح وروى عقبة بن عامر ان رسول الله ﷺ قال وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ألا إن القوة الرمي ٦٠ - ثم قال عز وجل وآخرين من دونهم لا تعلمونهم (آية ٦٠) أي وترهبون آخرين أي تخيفونهم لو
قال مجاهد هم بنو قريظة وقال ابن زيد هم المنافقون وقيل هم الجن وقال السدي أهل فارس ٦١ - وقوله جل وعز وإن جنحوا للسلم فاجنح لها (آية ٦١) جنحوا مالوا وقال أبو عمرو والسلم الصلح والسلم الإسلام وأبو عبيدة يذهب إلى أن السلم والسلم والسلم الصلح ٦٢ - وقوله جل وعز وإن يريدوا أن يخدعوك (آية ٦٢)
أي بإظهار الصلح فإن حسبك الله أي كافيك وهو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين أي قواك وألف بين قلوبهم وهذه من الآيات العظام لأن أحدهم كان يلطم اللطمة فيقاتل عنه حتى يستقيدها وكانوا أشد خلق الله حمية فلما بعث النبي ﷺ كان أحدهم يقاتل أخاه على الإسلام حدثنا أبو جعفر قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن محمد
بالأنبار قال نا نصر بن علي قال حدثني أبي قال حدثنا شعبة قال أخبرنا بشير ابن ثابت من آل النعمان بن بشير في قوله هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين حتى بلغ إنه عزيز حكيم قال نزلت في الأنصار ٦٣ - وقوله جل وعز يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين (آية ٦٤) أي الله يكفيك ويكفي من اتبعك وقيل المعنى ومن اتبعك ينصرك ٦٤ - وقوله جل وعز يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال (آية ٦٥) التحريض الحث الشديد وهو مأخوذ من الحرض وهو المقاربة