للهلاك أي حثهم حتى يعلم من يخالف أنه قد قارب الهلاك ٦٥ - قال جل عز إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين (آية ٦٥)
ثم قال ابن عباس فرض على الرجل أن يقاتل عشرة ثم سهل عليهم فقال الآن خفف الله عنكم إلى قوله والله مع الصابرين وكتب عليهم أن لا يفر مائة من مائتين قال ابن شبرمة وأنا أرى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كذا وروى الأعمش عن مرو بن مرة عن أبي عبيدة عن عبد الله قال لما كان يوم بدر جئ بالأسرى فقال رسول الله ﷺ ما ترون في هؤلاء الأسرى فقال أبو بكر يا رسول الله قومك وأصلك استبقهم فلعل الله يتوب عليهم فقال عمر
يا رسول الله كذبوك وأخرجوك وقاتلوك قدمهم فاضرب أعناقهم وذكر الحديث وقال فيه فأنزل الله ٦٦ - ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض (آية ٦٧) قال مجاهد الإثخان القتل وقيل حتى يثخن في الأرض حتى يبالغ في قتل أعدائه وقيل حتى يتمكن في الأرض والإثخان في اللغة القوة والشدة ٦٧ - وقوله جل وعز لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم (آية ٦٨) فيه أقوال
قال مجاهد سبق من الله أن أحل لهم الغنائم
وقال أبو جعفر ويقوي هذا أنه روى أبو صالح عن أبي هريرة عن النبي ﷺ أنه قال ما أحلت الغنائم لقوم سود الرؤوس قبلنا كانت تنزل نار من السماء فتأكلها فلما كان يوم بدر وقع الناس فيما وقعوا فيه فأنزل الله جل وعز لولا كتاب من الله سبق إلى قوله إن الله غفور رحيم وقيل سبق من الله جل وعز أنه يغفر لأهل بدر ما تقدم من ذنبهم وما تأخر قال ذلك الحسن رواه عنه أشعث وروى عنه سفيان بن حسين أنه قال سبق من الله جل وعز أن لا يعذب قوما إلا بعد تقدمة ولم يكن تقدم إليهم فيها وروى سالم عن سعيد بن جبير لولا كتاب من الله سبق قال لأهل بدر من السعادة لمسكم فيما أخذتم من الله عذاب عظيم وقيل سبق من الله أنه يغفر الصغائر لمن اجتنب الكبائر