قال ابن إسحاق: وقال الأخنس بن شريق بن عمرو بن وهب الثقفي، وكان حليفاً لبني زهرة، وهم بالجحفة يا بني زهرة قد نجى الله لكم أموالكم، وخلص لكم صاحبكم مخرمة بن نوفل. وإنما نفرتم لتمنعوه وماله فاجعلوا بي جبنها، وارجعوا، فإنه لا حاجة لكم بأن تخرجوا في غير ضيعة. لا ما يقول هذا [ يعني أبا جهل ] فرجعوا، فلم يشهدها زهري واحد.. ولم يكن بقي من قريش بطن إلا وقد نفر منهم ناس، إلا بني عدي ابن كعب، لم يخرج منهم رجل واحد [ في إمتاع الأسماع أن طعمة بن عدي حمل على عشرين بعيراً، وقواهم وخلفهم في أهلهم بمعونة ].. وكان بين طالب بن أبي طالب - وكان في القوم - وبين بعض قريش محاورة. فقالوا: والله لقد عرفنا يا بني هاشم، وإن خرجتم معنا، إن هواكم لمع محمد. فرجع طالب إلى مكة مع من رجع !
قال ابن إسحاق: وخرج رسول الله ( ﷺ ) في ليال مضت من شهر رمضان في أصحابه.
وكانت إبل أصحاب رسول الله ( ﷺ ) يومئذ سبعين بعيراً فاعتقبوها [ أي كانوا يركبونها بالتعاقب ] فكان رسول الله ( ﷺ ) وعلي بن أبي طالب، ومرثد بن أبي مرثد الغنوي يعتقبون بعيراً. وكان حمزة بن عبد المطلب، وزيد بن حارثة، وأبو كبشة وأنسة موليا رسول الله ( ﷺ ) يعتقبون بعيراً. وكان أبو بكر وعمر وعبد الرحمن بن عوف يعتقبون بعيراً..
قال المقريزي في إمتاع الأسماع:


الصفحة التالية
Icon