فلما وعدنا الله إحدى الطائفتين، إما القوم وإما العير، طابت أنفسنا، ثم إنا اجتمعنا مع القوم فصففنا، فقال رسول الله ﷺ :" اللهم إني أنشدك وعدك "، فقال ابن رواحة : يا رسول الله إني أريد أن أشير عليك، ورسول الله ﷺ أفضل من أن يشير عليه، إن الله أجلّ وأعظم من أن تنشده وعده، فقال :" يا ابن رواحة لأنشدنّ الله وعده، فإن الله لا يخلف الميعاد "، فأخذ قبضة من التراب فرمى بها رسول الله ﷺ في وجوه القوم فانهزموا، فأنزل الله ﴿ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ ولكن الله رمى ﴾ [ الأنفال : ١٧ ] فقتلنا وأسرنا، فقال عمر : يا رسول الله ما أرى أن يكون لك أسرى، فإنما نحن داعون مؤلفون، فقلنا : يا معشر الأنصار إنما يحمل عمر على ما قال حسد لنا.
فنام رسول الله ﷺ ثم استيقظ فقال :" ادعوا لي عمر "، فدعي له فقال :" إن الله قد أنزل عليّ " ﴿ مَا كَانَ لِنَبِىٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أسرى ﴾ الآية [ الأنفال : ٦٧ ].
وفي إسناده ابن لهيعة، وفيه مقال معروف.
وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف، وابن مردويه عن محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي عن أبيه عن جدّه قال : خرج رسول الله ﷺ إلى بدر حتى إذا كان بالروحاء خطب الناس فقال :﴿ كيف ترون؟ ﴾ فقال أبو بكر : يا رسول الله، بلغنا أنهم كذا وكذا، ثم خطب الناس فقال :" كيف ترون؟ " فقال عمر مثل قول أبي بكر.
ثم خطب الناس فقال :" كيف ترون؟ " فقال سعد بن معاذ : يا رسول الله، إيانا تريد، فوالذي أكرمك وأنزل عليك الكتاب ما سلكتها قط، ولا لي بها علم، ولئن سرت حتى تأتي برك الغماد من ذي يمن، لنسيرن معك، ولا نكونن كالذين قالوا لموسى :