ولما أخبر تعالى بما هو الحق من أن إرادتهم بل ودادتهم إنما كانت منصبة إلى العير لا إلى النفير، تبين أنه لا صنع لهم فيما وقع إذ لو كان لكان على ما أرادوا، فلا حظ لهم في الغنيمة إلا ما يقسمه الله لهم لأن الحكم لمراده لا لمراد غيره، فقال تعالى عاطفاً على ﴿وتودون﴾ :﴿ويريد الله﴾ أي بما له من العز والعظمة والعلم ﴿أن يحق الحق﴾ اي يثبت في عالم الشهادة الثابت عنده في عالم الغيب، وهو هنا إصابة ذات الشوكة ﴿بكلماته﴾ أي التي أوحاها إلى نبيه ـ ﷺ ـ أنهم يهزمون ويقتلون ويؤسرون، وأن هذا مصرع فلان وهذا مصرع فلان، ليعلي دينه ويظهر أمره على كل أمر ﴿ويقطع دابر﴾ أي آخر ﴿الكافرين﴾ أي كما يقطع أولهم، أي يستأصلهم بحيث لا يبقى منهم أحد يشاقق أهل حزبه فهو يدبر أمركم على ما يريد، فلذلك اختار لكم ذات الجد والشوكة ليكون ما وعدكم به من إعلاء الدين وقمع المفسدين بقطع دابرهم. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٣ صـ ١٨٧ ـ ١٩٠﴾


الصفحة التالية
Icon