وقال السمرقندى :
﴿ إِذْ يُوحِى رَبُّكَ إِلَى الملائكة ﴾،
يعني ألهم ربك الملائكة، ﴿ إِنّى مَعَكُمْ ﴾، أي معينكم وناصركم ؛ ﴿ فَثَبّتُواْ الذين ءامَنُواْ ﴾، يعني بشروا المؤمنين بالنصر.
فكان الملك يمشي أمام الصف فيقول : أبشروا فإنكم كثير وعدوكم قليل والله ناصركم.
﴿ سَأُلْقِى ﴾، يعني سأقذف ﴿ فِى قُلُوبِ الذين كَفَرُواْ الرعب ﴾، يعني الخوف من رسول الله ﷺ والمؤمنين.
ثم علَّم المؤمنين كيف يضربون ويقتلون فقال تعالى :﴿ فاضربوا فَوْقَ الأعناق ﴾، يعني على الأعناق ﴿ واضربوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ ﴾، يعني أطراف الأصابع وغيرها، ويقال كل مفصل.
قال الفقيه : سمعت من حكى، عن أبي سعيد الفارياني أنه قال : أراد الله إلاَّ يلطخ سيوفهم بفرث المشركين، فأمرهم أن يضربوا على الأعناق ولا يضربوا على الوسط ويقال : معناه اضربوا كل شيء استقبلكم من أعضائهم ولا ترحموهم. أ هـ ﴿بحر العلوم حـ ٢ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon