وقال الثعلبى :
﴿ وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا ﴾
يعني المنافقين والمشركين الذين سمعوا كتاب الله بآذانهم فقالوا سمعنا ﴿ وَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ ﴾ يعني لا يتّعظون بالقرآن ولا ينتفعون بسماعهم وكأنهم لم يسمعوا الحقيقة. أ هـ ﴿الكشف والبيان حـ ٤ صـ ﴾
وقال ابن عطية :
وقوله ﴿ كالذين قالوا ﴾ يريد الكفار، فإما من قريش لقولهم ﴿ سمعنا لو نشاء لقلنا مثل هذا ﴾ [ الأنفال : ٨ ] وإما الكفار على الإطلاق الذين يقولون سمعنا القرآن وعلمنا أنه سحر أو شعر وأساطير بحسب اختلافهم، ثم أخبر الله عنهم خبراً نفى به أنهم سمعوا أي فهمو ووعوا، لأنه لا خلاف أنهم كانوا يسمعون التلاوة بآذانهم ولكن صدورهم مطبقة لم يشرحها الله عز وجل لتلقي معاني القرآن والإيمان به. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٢ صـ ﴾
وقال ابن الجوزى :
قوله تعالى :﴿ ولا تولَّوا عنه ﴾
﴿ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ ﴾
قوله تعالى :﴿ ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا ﴾ اختلفوا فيمن نزلت على ثلاثة أقوال.
أحدها : أنها نزلت في بني عبد الدار بن قصيّ، قاله أبو صالح عن ابن عباس.
والثاني : في اليهود قريظة والنضير، روي عن ابن عباس أيضاً.
والثالث : في المنافقين، قاله ابن إسحاق، والواقدي، ومقاتل.
وفي معنى الكلام قولان.
أحدهما : أنهم قالوا : سمعنا، ولم يتفكَّرُوا فيما سمعوا، فكانوا كمن لم يسمع، قاله الزجاج.
والثاني : أنهم قالوا : سمعنا سماع من يقبل، وليسوا كذلك، حكي عن مقاتل. أ هـ ﴿زاد المسير حـ ٣ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon