وقال أبو السعود :
﴿ وَإِذَا قَالُواْ اللهم إِن كَانَ هذا هُوَ الحق مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مّنَ السماء أَوِ ائتنا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ هذا أيضاً من أباطيل ذلك اللعين. روي أنه لما قال : إنْ هذا إلا أساطيرُ الأولين قال له النبي ﷺ :" ويلَك إنه كلامُ الله تعالى " فقال ذلك والمعنى أن القرآن إن كان حقاً منزلاً من عندك فأمطِرْ علينا الحجارةَ عقوبةً على إنكارنا أو ائتنا بعذاب أليم سواه، والمرادُ منه التهكمُ وإظهارُ اليقينِ والجزمِ التامِّ على أنه ليس كذلك وحاشاه، وقرىء الحقُّ بالرفع على أن هو مبتدأٌ لا فصلٌ، وفائدةُ التعريفِ فيه الدِلالةُ على أن المعلق به كونُه حقاً على الوجه الذي يدّعيه ﷺ وهو تنزيلُه لا الحقُّ مطلقاً لتجويزهم أن يكون مطابقاً للواقع غيرَ منزلٍ كالأساطير. أ هـ ﴿تفسير أبى السعود حـ ٤ صـ ﴾
وقال الآلوسى :
﴿ وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (٣٢) ﴾
قائل هذا النضر أيضاً على ما روي عن مجاهد.
وسعيد بن جبر، وجاء في رواية أنه لما قال أولاً ما قال له النبي ﷺ : ويلك إنه كلام الله تعالى فقال ذلك.
وأخرج البخاري.
والبيهقي في الدلائل عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنهما أنه أبو جهل بن هشام.
وأخرج ابن جرير عن زيد بن رومان.
ومحمد بن قيس أن قريشاً قال بعضها لبعض أكرم الله تعالى محمداً ﷺ من بيننا اللهم إن كان هذا هو الحق الخ وهو أبلغ في الجحود من القول الأول لأنهم عدوا حقيته محالاً فلذا علقوا عليها طلب العذاب الذي لا يطلبه عاقل ولو كانت ممكنة لفروا من تعليقه عليها، وما يقال : إن أن للخلو عن الجزم فكيف استعملت في صورة الجزم؟ أجاب عنه القطب بأنها لعدم الجزم بوقوع الشرط ومتى جزم بعدم وقوعه عدم الجزم بوقوعه، وهذا كقوله تعالى :﴿ وَإِن كُنتُمْ فِى رَيْبٍ ﴾ [ البقرة : ٢٣ ] وفيه بحث ذكره العلامة الثاني.


الصفحة التالية
Icon