وقال أبو السعود :
﴿ لِيَمِيزَ الله الخبيث مِنَ الطيب ﴾
أي الكافر من المؤمن، أو الفسادَ من الصلاح واللامُ متعلقةٌ بيحشرون أو بيغلبون أو ما أنفقه المشركون في عداوته ﷺ مما أنفقه المسلمون في نُصرته واللامُ متعلقةٌ بقوله : ثم تكون عليهم حسرةً وقرىء ليُميِّز بالتشديد ﴿ وَيَجْعَلَ الخبيث بَعْضَهُ على بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً ﴾ أي يضم بعضَه إلى بعض حتى يتراكموا لفرط ازدحامِهم فيجمعه أو يضم إلى الكافر ما أنفقه ليزيد به عذابَه كما للكافرين ﴿ فَيَجْعَلَهُ فِى جَهَنَّمَ ﴾ كلَّه.
﴿ أولئك ﴾ إشارةٌ إلى الخبيث إذ هو عبارةٌ عن الفريق أو إلى المنفقين، وما فيه من معنى البُعد للإيذان ببُعد درجتِهم في الخبث ﴿ هُمُ الخاسرون ﴾ الكاملون في الخسران لأنهم خسِروا أنفسَهم وأموالَهم. أ هـ ﴿تفسير أبى السعود حـ ٤ صـ ﴾