وقال أبو السعود :
﴿ وَمَا لَهُمْ أَن لا يُعَذّبْهُمُ الله ﴾
بيانٌ لاستحقاقهم العذابَ بعد بيانِ أن المانعَ ليس من قِبَلهم، أي وما لهم مما يمنع تعذيبَهم متى زال ذلك وكيف لا يعذّبون ﴿ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ المسجد الحرام ﴾ أي وحالُهم ذلك، ومِنْ صدّهم عنه إلجاءُ رسولِ الله ﷺ إلى الهجرة وإحصارُهم عام الحديبية ﴿ وَمَا كَانُواْ أَوْلِيَاءهُ ﴾ حالٌ من ضمير يصدون مفيدةٌ لكمال قُبحِ ما صنعوا من الصد فإن مباشرتَهم للصد عنه مع عدم استحقاقِهم لولاية أمرِه في غاية القُبح وهو ردٌّ لما كانوا يقولون : نحنُ ولاةُ البيتِ والحرم فنصد من نشاء ونُدخِل من نشاء ﴿ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلاَّ المتقون ﴾ من الشرك الذين لا يعبُدون فيه غيرَه تعالى ﴿ ولكن أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ ﴾ أنه لا ولايةَ لهم عليه، وفيه إشعارٌ بأن منهم من يعلم ذلك ولكنه يعاند، وقيل : أريد بأكثرهم كلُّهم كما يراد بالقلة العدم. أ هـ ﴿تفسير أبى السعود حـ ٤ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon