وروى الجعفي عن هارون عن أبي عمرو ﴿ فإن لله ﴾ بكسر الهمزة، وحكاها ابن عطية عن الجعفي عن أبي بكر عن عاصم، ويقوّي هذه القراءة قراءة النخعي فلله خمسه، وقرأ الحسن وعبد لوارث عن أبي عمرو :﴿ خمسه ﴾ بسكون الميم، وقرأ النخعي ﴿ خمسه ﴾ بكسر الخاء على الاتباع يعني اتباع حركة الخاء لحركة ما قبلها كقراءة من قرأ ﴿ والسماء ذات الحبك ﴾ بكسر الحاء اتباعاً لحركة التاء ولم يعتد بالساكن لأنه ساكن غير حصين، وانظر إلى حسن هذا التركيب كيف أفرد كينونة الخمس لله وفصل بين اسمه تعالى وبين المعاطيف بقوله خمسه ليظهر استبداده تعالى بكينونة الخمس له ثم أشرك المعاطيف معه على سيل التبعية له ولم يأتِ التركيب ﴿ فإن لله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل ﴾ خمسه، وجواب الشرط محذوف أي ﴿ إن كنتم آمنتم بالله ﴾ فاعلموا أن الخمس من الغنيمة يجب التقرّب به ولا يراد مجرد العلم بل العلم والعمل بمقتضاه ولذلك قدّر بعضهم ﴿ إن كنتم آمنتم بالله ﴾ فاقبلوا ما أمرتم به في الغنائم وأبعد من ذهب إلى أن الشرط متعلق معناه بقوله فنعم المولى ونعم النصير والتقدير فاعلموا أنّ الله مولاكم ﴿ وما أنزلنا ﴾ معطوف على ﴿ بالله ﴾.


الصفحة التالية
Icon