وقال القتبي : الركب الشعرة ونحوها، وهذا غير جيد لأن النبي ﷺ، قد قال " والثلاثة ركب " الحديث وقوله ﴿ أسفل ﴾ في موضع خفض تقديره في مكان أسفل كذا قال سيبويه، قال أبو حاتم : نصب " أسفلَ " على الظرف ويجوز " الركب أسفل " على معنى وموضع الركب أسفل أو الركب مستقراً أسفل.
قال القاضي أبو محمد : وكان الركب ومدبر أمره أبو سفيان بن حرب قد نكب عن بدر حين نذر بالنبي ﷺ، وأخذ سيف البحر فهو أسفل بالإضافة إلى أعلى الوادي من حيث يأتي، وقال مجاهد في كتاب الطبري : أقبل أبو سفيان وأصحابه من الشام تجاراً لم يشعروا بأصحاب بدر ولم يشعر أصحاب محمد بكفار قريش ولا كفار قريش بمحمد ﷺ وأصحابه حتى التقوا على ماء بدر من يسقي لهم كلهم، فاقتتلو فغلبتهم أصحاب محمد ﷺ فأسروهم.
قال القاضي أبو محمد : وفي هذا تعقب، وكان من هذه الفرق شعور يبين من الوقوف على القصة بكمالها، وقوله ﴿ ولو تواعدتم لاختلفتم في الميعاد ﴾ قال الطبري وغيره : لو تواعدتم على الاجتماع ثم علمتم كثرتهم وقلتكم لخالفتم ولم تجتمعوا معهم، وقال المهدوي : المعنى أي لاختلفتم بالقواطع والعوارض القاطعة بين الناس.