وقال السمرقندى :
قوله تعالى :﴿ إِذْ يَقُولُ المنافقون والذين فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ ﴾، يعني شكاً ونفاقاً.
قال الحسن : هم قوم من المنافقين لم يشهدوا القتال يوم بدر، فسموا منافقين ؛ وقال الضحاك : نزلت في عبد الله بن أبيّ وأصحابه ؛ ويقال : معناه إذ يقول المنافقون وهم الذين في قلوبهم مرض.
قال ابن عباس : نزلت الآية في الذين أسلموا بمكة وتخلفوا عن الهجرة، فأخرجهم أهل مكة إلى بدر كرهاً، فلما رأوا قلة المؤمنين ارتابوا ونافقوا، وقالوا لأهل مكة :﴿ غَرَّ هَؤُلاء دِينُهُمْ ﴾.
وقاتلوا مع المشركين فقتل عامتهم.
يقول الله تعالى :﴿ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى الله ﴾، يعني يثق بالله ولا يثق بغيره، ﴿ فَإِنَّ الله عَزِيزٌ ﴾ بالنقمة، ﴿ حَكِيمٌ ﴾ حكم بهزيمة المشركين. أ هـ ﴿بحر العلوم حـ ٢ صـ ﴾
وقال الثعلبى :
﴿ إِذْ يَقُولُ المنافقون والذين فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ ﴾
شك ونفاق ﴿ غَرَّ هؤلاء دِينُهُمْ ﴾ يعني المؤمنين هؤلاء قوم بمكة مستضعفين حبسهم آباؤهم وأقرباؤهم من الهجرة، فلمّا خرجت قريش إلى بدر أخرجوهم كرهاً، فلمّا نظروا إلى حلة المسلمين ارتابوا وارتدّوا وقالوا : غرّ هؤلاء دينهم فقتلوا جميعاً منهم : قيس بن الوليد بن المغيرة، وأبو قيس بن الفاكه بن المغيرة المخزوميان والحرث بن زمعة بن الأسود بن عبد المطلب، وعلي بن أمية بن خلف، والعاص بن منبه بن الحجاج والوليد بن عتبة وعمرو بن بن أمية، فلما قُتلوا مع المشركين ضربت الملائكة وجوههم وأدبارهم فذلك قوله تعالى :﴿ وَلَوْ ترى ﴾. أ هـ ﴿الكشف والبيان حـ ٤ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon