وقال السمرقندى :
قوله تعالى :﴿ فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِى الحرب ﴾
يقول : إن تظفر بهم في الحرب، يعني في القتال، ويقال : إن أدركتهم في القتال، ﴿ فَشَرّدْ بِهِم ﴾ ؛ يقول نكّل بهم في العقوبة ﴿ مّنْ خَلْفِهِمْ ﴾، يعني ليتَّعِظْ بهم من بعدهم الذين بينك وبينهم عهد، ويقال : افعل بهم فعلاً من العقوبة والتنكيل يفرق به من وراءهم من أعدائك.
وقال أبو عبيدة : فشرد بهم إنها لغة لقريش، سمع بهم، أي خوِّف.
والتشريد في كلامهم، التشريد والتفريق.
﴿ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ﴾، يعني النكال فلا ينقضون العهد. أ هـ ﴿بحر العلوم حـ ٢ صـ ﴾
وقال الثعلبى :
﴿ فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ ﴾ ترينّهم وتجدنّهم ﴿ فِي الحرب فَشَرِّدْ بِهِم مَّنْ خَلْفَهُمْ ﴾ قال ابن عباس : فنكّل بهم من ورائهم، وقال قتادة : عِظ بهم مَنْ سواهم من الناس، وقال سعيد بن جبير : أنذر بهم مَنْ خلفهم، وقال ابن زيد : أخفهم بهم.
وقيل : فرَّق جمع كل ناقض مما بلغ من هؤلاء، وقال عطاء : أثخن فيهم القتل حتى يخافك غيرهم من أهل مكة وأهل اليمن، وقال ابن كيسان : اقتلهم فلا من يهرب عنك مَن بعدهم.
وقال القتيبي : سمِّع بهم، وأنشد :
أُطوّف في الاباطح كل يوم | مخافة أن يشردّ بي حكيمُ |
قال قطرب التشريذ بالذال التنكيل، وبالدال للتفريق من خلفهم أي من ورائهم، وقيل من يأتي خلفهم، وقرأ الأعمش مِن ( خلفِهم ) بكسر الميم والفاء تقديره : فشرِّد بهم من خلفهم من عمل قبل عملهم ﴿ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ﴾ يعتبرون العهد فلا ينقضون العهد. أ هـ ﴿الكشف والبيان حـ ٤ صـ ﴾