وهذا محال، وفيه أيضاً من البعد أنه لا وجه لما قاله يصحّ به معنًى ؛ إلا أن يجعل "لا" زائدة، ولا وجه لتوجيه حرف في كتاب الله عز وجل إلى التطوّل بغير حجة يجب التسليم لها.
والقراءة جيدة على أن يكون المعنى : لأنهم لا يعجزون.
مَكِّيٌّ : فالمعنى لا يحسبن الكفار أنفسهم فاتوا لأنهم لا يعجزون، أي لا يفوتون.
ف "أنّ" في موضع نصب بحذف اللام، أو في موضع خفض على إعمال اللام لكثرة حذفها مع "أنّ"، وهو يُروَى عن الخليل والكسائِيّ.
وقرأ الباقون بكسر "إن" على الاستئناف والقطع مما قبله، وهو الاختيار ؛ لما فيه من معنى التأكيد، ولأن الجماعة عليه.
ورُوي عن ابن مُحيْصِن أنه قرأ "لا يعجّزونِ" بالتشديد وكسر النون.
النحاس : وهذا خطأ من وجهين : أحدهما أن معنى عجّزه ضعَّفه وضعَّف أمره.
والآخر أنه كان يجب أن يكون بنونين.
ومعنى أعجزه سبقه وفاته حتى لم يقدر عليه. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٨ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon