وقال أبو السعود :
﴿ يا أيها النبى ﴾
بعد ما بين كفايتَه إياهم بالنصر والإمدادِ أُمر عليه الصلاة والسلام بترتيب مبادي نصرِه وإمدادِه وتكريرُ الخطاب على الوجه على المذكور لإظهار كمالِ الاعتناءِ بشأن المأمور به ﴿ حَرّضِ المؤمنين عَلَى القتال ﴾ أي بالِغْ في حثّهم عليه وترغيبِهم فيه بكل ما أمكن من الأمور المرغّبة التي أعظمُها تذكيرُ وعدِه تعالى بالنصر وحُكمُه بكفايته تعالى أو بكفايتهم وأصلُ التحريضِ الحَرَضُ وهو أن ينهكه المرضُ حتى يُشفيَ على الموت وقال الراغب : كأنه في الأصل إزالةُ الحَرَض وهو ما لا خير فيه ولا يعتد به قلت : فالأوجهُ حينئذ أن يُجعل الحرَضُ عبارةً عن ضعف القلب الذي هو من باب نَهْكِ المرض، وقيل : معنى تحريضِهم تسميتُهم حرضاً بأن يقال : إني أراك في هذا الأمر حَرَضاً أي محرّضاً فيه لتهييجه إلى الأقدام وقرىء حرِّص بالصاد المهملة وهو واضح.


الصفحة التالية
Icon