وقال أبو حيان :
﴿ وإن جنحوا للسّلم فاجنح لها وتوكّل على الله إنه هو السميع العليم ﴾.
جنح الرّجل إلى الآخر مال إليه وجنحت الإبل مالت أعناقها في السير.
قال ذو الرمة :
إذا مات فوق الرحل أحييت روحه...
بذكراك والعيس المراسيل جنح
وجنحَ الليل أقبل وأمال أطنابه إلى الأرض.
وقال النابغة يصف طيوراً تتبع الجيش :
جوانح قد أيقنّ أنّ قبيله...
إذا ما التقى الجيشان أوّل غالب
ومنه قيل للأضلاع جوانح لأنها مالت على الحشوة ومنه الجناح لميله، وقال النضر بن شميل : جنح الرّجل إلى فلان وجنح له إذا تابعه وخضع له والضمير في ﴿ جنحوا ﴾ عائد على الذين نبذ إليهم على سواء وهم بنو قريظة والنضير، وقيل على مشركي قريش والعرب، وقيل على قوم سألوا من الرسول ( ﷺ ) قبول الجزية منهم وجنح يتعدى بإلى وباللام والسّلم يذكر ويؤنّث.
فقيل : التأنيث لغة، وقيل على معنى المسالمة، وقيل حملاً على النقيض وهو الحرب، وقال الشاعر :
وأفنيت في الحرب آلاتها...
وعددت للسلم أوزارها