وتقدّم الخلاف في قراءة السين وكسرها والسّلم الصّلح لغة، فقال قتادة هي موادعة المشركين ومهادنتهم وهذا راجع إلى رأي الإمام فإن رآه مصلحة فعل وإلا فلا، وقيل نزلت في قوم معتب سألوا الموادعة فأمر الله نبيه الإجابة إليها ثم نسخت بقوله :﴿ قاتلوا الذين لا يؤمنون ﴾، وقيل : أداء الجزية، وقال الحسن : السلم الإسلام، وعن ابن عباس نسخت بقوله :﴿ قاتلوا الذين لا يؤمنون ﴾، وعن مجاهد بقوله ﴿ اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم ﴾، قال الزمخشري : والصحيح أنّ الأمر موقوف على ما يرى فيه الإمام صلاح الإسلام وأهله من حرب أو سلم وليس بحتم أن يقاتلوا أبداً أو يجابوا إلى الهدنة أبداً، وقرأ الأشهب العقيلي ﴿ فاجنح ﴾ بضمّ النون وهي لغة قيس والجمهور بفتحها وهي لغة تميم، وقال ابن جني : القياس في فعل اللازم ضم عين الكلامة في المضارع وهي أقيس من يفعل بالكسر وأمره تعالى بالتوكل عليه فلا يبالي بهم وإن أبطنوا الخديعة في جنوحهم إلى السلم فإنّ الله كاف من توكّل عليه ﴿ وهو السميع ﴾ لأقوالهم ﴿ العليم ﴾ بنياتهم. أ هـ ﴿البحر المحيط حـ ٤ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon