وقال أبو السعود :
﴿ وَإِن يُرِيدُواْ أَن يَخْدَعُوكَ ﴾
بإظهار السلم وإبطالِ الحراب ﴿ فَإِنَّ حَسْبَكَ الله ﴾ أي فاعلم بأن محسبك الله من شرورهم وناصرُك عليهم ﴿ هُوَ الذى أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ ﴾ تعليلٌ لكفايته تعالى إياه عليه الصلاة والسلام بطريق الاستئنافِ، فإن تأييدَه تعالى إياه عليه الصلاة والسلام فيما سلف على ما ذكر من الوجه البعيدِ من الوقوع من دلائل تأييدِه تعالى فيما سيأتي أي هو الذي أيدك بإمداد مِنْ عنده بلا واسطة كقوله تعالى :﴿ وَمَا النصر إِلاَّ مِنْ عِندِ الله ﴾ أو بالملائكة مع خَرقه للعادات ﴿ وبالمؤمنين ﴾ من المهاجرين والأنصار. أ هـ ﴿تفسير أبى السعود حـ ٤ صـ ﴾
وقال الآلوسى :
﴿ وَإِن يُرِيدُواْ أَن يَخْدَعُوكَ ﴾
بإظهار السلم ﴿ فَإِنَّ حَسْبَكَ الله ﴾ أي محسبك الله وكافيك وناصرك عليهم فلا تبال بهم، فحسب صفة مشبهة بمعنى اسم الفاعل والكاف في محل جر كما نص عليه غير واحد وأنشدوا لجرير :
إني وجدت من المكارم حسبكم...
أن تلبسوا حر الثياب وتشبعوا
وقال الزجاج : إنه اسم فعل بمعنى كفاك والكاف في محل نصب، وخطأه فيه أبو حيان لدخول العوامل عليه وإعرابه في نحو بحسبك درهم ولا يكون اسم فعل هكذا ﴿ هُوَ ﴾ عز وجل ﴿ الذى أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ ﴾ استئناف مسوق لتعليل كفايته تعالى إياه ﷺ فإن تأييده عليه الصلاة والسلام فيما سلف على الوجه الذي سلف من دلائل تأييده ﷺ فيما سيأتي، أي هو الذي أيدك بإمداده من عنده بلا واسطة، أو بالملائكة مع خرقه للعادات ﴿ وبالمؤمنين ﴾ من المهاجرين والأنصار على ما هو المتبادر.
وعن أبي جعفر رضي الله تعالى عنه.
والنعمان بن بشير.
وابن عباس.
والسدي أنهم الأنصار رضي الله تعالى عنهم. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ١٠ صـ ﴾