ومن باب الإشارة في الآيات :﴿ واعلموا أَنَّمَا غَنِمْتُم مّن شَىْء ﴾ إلى قوله سبحانه :﴿ والله شَدِيدُ العقاب ﴾ [ الأنفال : ٤١ ٤٨ ] طبقه بعض العارفين على ما في الأنفس فقال :﴿ واعلموا ﴾ أي أيها القوى الروحانية ﴿ أَنَّمَا غَنِمْتُم مّن شَىْء ﴾ من العلوم النافعة ﴿ فَأَنَّ للَّهِ خُمُسَهُ ﴾ وهي كلمة التوحيد التي هي الأساس الأعظم للدين ﴿ وَلِلرَّسُولِ ﴾ الخاص وهو القلب ﴿ وَلِذِى القربى ﴾ الذي هو السر ﴿ واليتامى ﴾ من القوة النظرية والعملية ﴿ والمساكين ﴾ من القوى النفسانية ﴿ وابن السبيل ﴾ الذي هو النفس السالكة الداخلة في الغربة السائحة في منازل السلوك النائية عن مقرها الأصلي باعتبار التوحيد التفصيلي والأخماس الأربعة الباقية بعد هذا الخمس من الغنمية تقسم على الجوارح والأركان والقوى الطبيعية ﴿ وَقَالَ موسى يا قوم إِن ﴾ تعالى الإيمان الحقيقي جمعاً ﴿ وَمَا أَنزَلْنَا على عَبْدِنَا يَوْمَ الفرقان ﴾ وقت التفرقة بعد الجمع تفصيلاً ﴿ يَوْمَ التقى الجمعان ﴾ من فريقي القوى الروحانية والنفسانية عند الرجوع إلى مشاهدة التفصيل في الجمع