وقال الثعلبى :
﴿ لَّوْلاَ كِتَابٌ مِّنَ الله سَبَقَ ﴾ الآية،
قال ابن عباس كانت الغنائم قبل أن يُبعث النبي ﷺ حرام على الأنبياء والأُمم كلهم كانوا إذا أصابوا مغنماً جعلوه للنيران وحرّم عليه أن يأخذوا منه قليلاً أو كثيراً، وكان الله عز وجل كتب في أم الكتاب أن الغنائم والأُسارى حلال لمحمد وأُمته، فلمّا كان يوم بدر أسرع المؤمنون في الغنائم، فأنزل الله تعالى ﴿ لَّوْلاَ كِتَابٌ مِّنَ الله سَبَقَ ﴾ لولا قضاء من الله سبق لكم يا أهل بدر في اللوح المحفوظ بأن الله تعالى أحل لكم الغنيمة.
وقال الحسن ومجاهد وسعيد بن جبير وابن زيد : لولا كتاب من الله سبق أنه لا يعذِّب أحداً شهد بدر مع النبي ﷺ وقال : لولا كتاب سبق أن يغفر الصغائر لمن اجتنب الكبائر، وقال ابن جريج : لولا كتاب من الله سبق أنه لايضل قوماً بعد إذ هداهم حتى يبيّن لهم ما يتقون، وأنه لا يأخذ قوماً فعلوا شيئاً بجهالة ﴿ لَمَسَّكُمْ ﴾ لنالكم أصابكم ﴿ فِيمَآ أَخَذْتُمْ ﴾ من الغنيمة والفداء قبل أن يؤمروا به ﴿ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾.


الصفحة التالية
Icon