وقال السمرقندى :
﴿ والذين كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ ﴾
يعني في الميراث يرث بعضهم من بعض.
﴿ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ ﴾، يعني إن لم تفعلوا، يعني ولاية المؤمنين للمؤمنين والكافرين للكافرين، ﴿ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِى الأرض ﴾ ؛ يعني بلية ﴿ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ ﴾، يعني سفك الدماء، فافعلوا ما أمرتم واعرفوا أن الولاية في الدين.
وقال الضحاك :﴿ والذين كَفَرُواْ ﴾ يعني كفار مكة وكفار ثقيف ﴿ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ ﴾، يعني إن لم تطيعوا الله في قتل الفريقين، تكن فتنة في الأرض وفساد كبير.
وقال مقاتل وفي الآية تقديم وتأخير، ومعناه وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر، ﴿ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ ﴾ يعني إن لم تنصروهم على غير أهل عهدكم من المشركين، ﴿ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِى الأرض ﴾ يعني كفر وفساد كبير في الأرض. أ هـ ﴿بحر العلوم حـ ٢ صـ ﴾
وقال الثعلبى :
﴿ والذين كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ ﴾
في العون والنصرة.
قال ابن عباس : نزلت في مواريث مشركي أهل العهد وقال السدّي : قالوا نورث ذوي أرحامنا من المشركين فنزلت هذه الآية، وقال ابن زيد : كان المهاجر والمؤمن الذي لم يهاجر لايتوارثان. وإن كانا أخوين مؤمنَين، وذلك لأن هذا الدين بهذا البلد كان قليلاً، حتى كان يوم الفتح وانقطعت الهجرة توارثوا بالأرحام حيثما كانوا، وقال النبي ﷺ :" لا هجرة بعد الفتح إنّما هي الشهادة ".
وقال قتادة : كان الرجل ينزل بين المسلمين والمشركين فيقول إنْ ظهر هؤلاء كنت معهم، وإنْ ظهر هؤلاء كنت معهم فأبى، الله عليهم ذلك، وأنزل فيه ﴿ والذين كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ ﴾ فلا تراءى نار مسلم و [ نار ] مشرك إلا صاحب جزية مقرَّاً بالخراج.
﴿ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ ﴾ قال عبد الرحمن بن زيد : إلاّ تتركهم يتوارثون كما كانوا يتوارثون، وقال ابن عباس : إلاّ تأخذوه في الميراث ما أمرتكم به، وقال ابن جريج : إلاّ تعاونوا وتناصروا، وقال ابن إسحاق : جعل الله سبحانه المهاجرين والأنصار أهل ولايته في الدين دون سواهم، وجعل الكافرين بعضهم أولياء بعض، ثم قال : إلاّ تفعلوه، هو أن يتولى المؤمن الكافر دون المؤمن.
﴿ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأرض وَفَسَادٌ كَبِيرٌ ﴾. أ هـ ﴿الكشف والبيان حـ ٤ صـ ﴾