وإنّما حملنا الخير على الأفضل من المال ؛ لأنّ ذلك هو الأصل في التفضيل بين شيئين أن يكون تفضيلاً في خصائص النوع، ولأنّه عطف عليه قوله :﴿ ويغفر لكم ﴾ وذلك هو خير الآخرة المترتّب على الإيمان، لأنّ المغفرة لا تحصل إلاّ للمؤمن.
والتذييلُ بقوله :﴿ والله غفور رحيم ﴾ للإيماء إلى عظم مغفرته التي يغفر لهم، لأنّها مغفرة شديدِ الغفران رحيممٍ بعبَاده، فمثال المبالغة وهو غفور المقتضي قوةَ المغفرة وكثرتها، مستعمل فيهما باعتبار كثرة المخاطبين وعِظم المغفرة لكلّ واحد منهم.
وقرأ الجمهور ﴿ من الأسرى ﴾ بفتح الهمزة وراء بعد السين مثل أسرى الأولى، وقرأها أبو عَمرو، وأبو جعفر ﴿ من الأسَارى بضمّ الهمزة وألف بعد السين وراءه فورود هما في هذه الآية تفنُّن. أ هـ {التحرير والتنوير حـ ٩ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon