وَقَدْ بَيَّنَ اللَّهُ لِرَسُولِهِ الْحَقِيقَةَ ؛ فَقَالَ :﴿ وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَك ﴾ أَيْ إنْ كَانَ هَذَا الْقَوْلُ مِنْهُمْ خِيَانَةً وَمَكْرًا ﴿ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ ﴾ بِكُفْرِهِمْ وَمَكْرِهِمْ بِك وَقِتَالِهِمْ لَك، فَأَمْكَنَك مِنْهُمْ، وَإِنْ كَانَ هَذَا الْقَوْلُ مِنْهُمْ خَيْرًا وَيَعْلَمُهُ اللَّهُ فَيَقْبَلُ ذَلِكَ مِنْهُمْ وَيُعَوِّضُهُمْ خَيْرًا مِمَّا خَرَجَ عَنْهُمْ وَيَغْفِرُ لَهُمْ مَا تَقَدَّمَ مِنْ كُفْرِهِمْ وَخِيَانَتِهِمْ وَمَكْرِهِمْ. أ هـ ﴿أحكام القرآن لابن العربى حـ ٢ صـ ﴾
وقال السمرقندى :
﴿ وَإِن يُرِيدُواْ خِيَانَتَكَ ﴾
يعني خلافك ويميلوا إلى الكفر بعد الإسلام، ﴿ فَقَدْ خَافُواْ الله مِن قَبْلُ ﴾ ؛ يعني عصوا الله وكفروا من قبل.
﴿ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ ﴾، يعني فأمكنك منهم وأظهرك عليهم يوم بدر، حتى قهرتهم وأسرتهم.
﴿ والله عَلِيمٌ ﴾ بخلقه، ﴿ حَكِيمٌ ﴾ حيث أمكنك منهم، يعني إن خانوك أمكنتك منهم، لتفعل بهم مثل ما فعلت من قبل. أ هـ ﴿بحر العلوم حـ ٢ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon