" وكان الذي أسر العباسَ أبا اليَسَر كعب بن عمرو أخا بني سلمة، وكان رجلاً قصيراً، وكان العباس ضخماً طويلاً، فلما جاء به إلى النبيّ ﷺ قال له :"لقد أعانك عليه مَلَك" ".
الثانية قوله تعالى :﴿ إِن يَعْلَمِ الله فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً ﴾ أي إسلاماً.
﴿ يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِّمَّآ أُخِذَ مِنكُمْ ﴾ أي من الفِدية.
قيل في الدنيا.
وقيل في الآخرة.
وفي صحيح مسلم :" أنه لما قدم على النبيّ ﷺ مال من البحرين قال له العباس : إني فاديت نفسي وفاديت عقيلاً.
فقال له رسول الله ﷺ :"خذ" فبسط ثوبه وأخذ ما استطاع أن يحمله " مختصر.
في غير الصحيح : فقال له العباس هذا خير مما أخذ مني، وأنا بعدُ أرجو أن يغفر الله لي.
قال العباس : وأعطاني زمزم، وما أحِبُّ أن لي بها جميع أموال أهل مكة.
وأسند الطبريّ إلى العباس أنه قال :" فيّ نزلت حين أعلمت رسول الله ﷺ بإسلامي، وسألته أن يحاسبني بالعشرين أوقيّة التي أخذت منّي قبل المفاداة فأبى وقال :"ذلك فَيْءٌ" فأبدلني الله من ذلك عشرين عبداً كلهم تاجر بمالي " وفي مصنف أبي داود عن عائشة رضي الله عنها قالت :" لما بعث أهل مكة في فداء أسراهم بعثت زينب في فداء أبي العاص بمال، وبعثت فيه بِقلادة لها كانت عند خديجة أدخلتها بها على أبي العاص.
قالت : فلما رآها رسول الله ﷺ رَقّ لها رِقةً شديدة وقال :"إن رأيتم أن تُطلقوا لها أسيرها وتردّوا عليها الذي لها"؟ فقالوا : نعم.
وكان النبيّ ﷺ أخذ عليه أوْ وعده أن يُخلِّي سبيل زينب إليه.
وبعث رسول الله ﷺ زيد بن حارثة ورجلاً من الأنصار فقال :"كونا ببطن يأجج حتى تمرّ بكما زينب فتصحباها حتى تأتيا بها" "
قال ابن إسحاق : وذلك بعد بَدْر بشهر.