ويشبه أنهم أرادوا أن يَقربوا من المسلمين ولا يبعدوا من المشركين.
قال علماؤنا : إن تكلم الكافر بالإيمان في قلبه وبلسانه ولم يمض فيه عزيمة لم يكن مؤمناً.
وإذا وُجد مثل ذلك من المؤمن كان كافراً ؛ إلا ما كان من الوسوسة التي لا يقدر على دفعها فإن الله قد عفا عنها وأسقطها.
وقد بيّن الله لرسوله ﷺ الحقيقة فقال :﴿ وَإِن يُرِيدُواْ خِيَانَتَكَ ﴾ أي إن كان هذا القول منهم خيانة ومكراً "فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ" بكفرهم ومكرهم بك وقتالهم لك.
وإن كان هذا القول منهم خيراً ويعلمه الله فيقبل منهم ذلك ويعوّضهم خيراً مما خرج عنهم ويغفر لهم ما تقدّم من كفرهم وخيانتهم ومكرهم".
وجمع خيانة خيائن، وكان يجب أن يقال : خوائن لأنه من ذوات الواو، إلا أنهم فرقوا بينه وبين جمع خائنة.
ويقال : خائن وخُوّان وخَوَنَة وخانة. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٨ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon