١٧٥ - قوله يريدون أن يطفئوا نور الله ٣٢ وفي الصف ليطفئوا ٨٠ هذه الآية تشبه قوله إنما يريد الله أن يعذبهم ٨٥ و ليعذبهم ٥٥ حذف اللام من الآية الأولى لأن مرادهم إطفاء نور الله بأفواههم والمراد الذي هو المفعول به في الصف مضمر تقديره ومن أظلم ممن افترى على الله الكذب ليطفئوا نور الله واللام لام العلة وذهب بعض النحاة إلى أن الفعل محمول على المصدر أي إرادتهم لإطفاء نور الله
١٧٦ - قوله ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم ٧٢ هذه الكلمات تقع على وجهين أحدهما ذلك الفوز بغير هو وهو في القرآن في ستة مواضع في براءة موضعان وفي يونس والمؤمن والدخان والحديد وما في براءة أحدهما بزيادة الواو وهو قوله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم ١١١ وكذلك ما في المؤمن بزيادة الواو
والجملة إذا جاءت بعد جملة من غير تراخ بنزول جاءت مربوطة بما قبلها إما بواو العطف وإما بكناية تعود من الثانية إلى الأولى وإما بإشارة فيها إليها وربما يجمع بين الإثنين منها والثلاثة للدلالة على مبالغة فيها ففي براءة خالدين فيها ذلك الفوز ٨٩ خالدين فيها أبدا ذلك الفوز ١٠٠ وفيها أيضا ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز ٧٢ فجمع بين اثنين وبعدها فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم ١١١ فجمع بين الثلاثة تنبيها على أن الاستبشار من الله تعالى يتضمن رضوانه والرضوان يتضمن الخلود في الجنان
قلت ويحتمل أن ذلك لما تقدمه من قوله وعدا عليه حقا في
التوراة والإنجيل والقرآن ١١١ ويكون كل واحد منها في مقابلة واحد وكذلك في المؤمن تقدمه فاغفر ٧ وقهم ٧ وأدخلهم ٨ فوقعت في مقابلة الثلاثة