وقال ابن عاشور :
سورة التوبة
سميت هذه السورة، في أكثر المصاحف، وفي كلام السلف : سورة براءة ففي الصحيح عن أبي هريرة، في قصة حج أبي بكر بالناس، قال أبو هريرة :" فأذن معنا علي بن أبي طالب في أهل منى ببراءة ".
وفي " صحيح البخاري "، عن زيد بن ثابت قال :" آخر سورة نزلت سورة براءة "، وبذلك ترجمها البخاري في كتاب التفسير من " صحيحه ".
وهي تسمية لها بأول كلمة منها.
وتسمى " سورة التوبة " في كلام بعض السلف في مصاحف كثيرة، فعن ابن عباس " سورة التوبة هي " الفاضحة "، وترجم لها الترمذي في " جامعه " باسم التوبة.
ووجه التسمية : أنها وردت فيها توبة الله تعالى عن الثلاثة الذين تخلفوا عن غزوة تبوك وهو حدث عظيم.
ووقع هذان الاسمان معا في حديث زيد بن ثابت، في " صحيح البخاري "، في باب جمع القرآن، قال زيد :" فتتبعت القرآن حتى وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري :﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ﴾، حتى خاتمة سورة البراءة " [١٢٨].
وهذان الاسمان هما الموجودان في المصاحف التي رأيناها.
ولهذه السورة أسماء أخر، وقعت في كلام السلف، من الصحابة والتابعين، فروي عن ابن عمر، عن ابن عباس : كنا ندعوها (أي سورة براءة) " المقشقشة " (بصيغة اسم الفاعل وتاء التأنيث من قشقشة إذا أبراه من المرض)، كان هذا لقبا لها ولسورة " الكافرون " لأنهما تخلصان من آمن بما فيهما من النفاق والشرك، لما فيهما من الدعاء إلى الإخلاص، ولما فيهما من وصف أحوال المنافقين.
وكان ابن عباس يدعوها " الفاضحة " : قال ما زال ينزل فيها " ومنهم - ومنهم " حتى ظننا أنه لا يبقى أحد إلا ذكر فيها.