فخرج أبو بكر والمؤمنون ـ رضى الله عنهم ـ م ونزلت براءة في نقض ما بين رسول الله ـ ﷺ ـ وبين المشركين من العهد الذي كانوا عليه فيما بينهم وبينه أن لا يصد عن البيت أحد جاءه ولا يخاف أحد في الشهر الحرام ؛ وكان ذلك عهداً عاماً بينه وبين الناس من أهل الشرك ؛ ونقل أبو محمد البستي عنه أنه قال : فكانت هذه المدة والعهد الذي كان بين رسول الله ـ ﷺ ـ وبين العرب أنه لا يصد أحد عن البيت ولا يتعرض لحاج ولا معتمر، ولا يقاتل في الشهر الحرام ؛ وكان أماناً مستفيضاً من بعضهم لبعض على غير مدة معلومة ؛ رجُع إلى ما رأيته أنا في سيرته : وكانت بين ذلك عهود بين رسوله ـ ﷺ ـ وبين قبائل من العرب خصائص إلى آجال مسماة فنزلت فيه وفيمن تخلف من المنافقين عنه في تبوك وفي قول من قال منهم، فكشف الله فيها سرائر أقوام كانوا يستخفون بغير ما يظهرون ؛ ثم قال ابن هشام : قال ابن إسحاق : وحدثني حكيم بن حكيم بن عباد بن حنيف عن أبي جعفر محمد بن علي أنه قال :" لما نزلت براءة على رسول الله ـ ﷺ ـ، وقد كان بعث أبا بكر الصديق ـ رضى الله عنهم ـ ليقيم للناس الحج قيل له : يارسول الله! لو بعثت بها إلى أبي بكر! فقال : لا يؤدي عني إلا رجل من أهل بيتي، ثم دعا علي بن أبي طالب ـ رضى الله عنهم ـ فقال له : اخرج بهذه القصة من صدر براءة فأذن في الناس يوم النحر إذا اجتمعوا بمنى أنه لا يدخل الجنة كافر، ولا يجح بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان، ومن كان له عند رسول الله ـ ﷺ ـ عهد فهو له إلى مدته "


الصفحة التالية