فهذا فيه أنها نزلت بعد سفر أبي بكر ـ رضى الله عنهم ـ، وإنما قيدت أنا بتكامل نزولها لأنه ورد أن الذي في النقض فبعث به علياً ـ رضى الله عنهم ـ إنما هو عشر آيات أو سبع، وفي بعض الروايات التصريح بنزولها قبل سفر أبي بكر ـ رضى الله عنه ـ، ففي زيادات مسند الإمام أحمد عن علي ـ رضى الله عنه ـ قال :" لما نزلت عشر آيات من براءة على النبي ـ ﷺ ـ دعا أبا بكر ـ رضى الله عنه ـ فبعثه بها ليقرأها على أهل مكة، ثم دعاني النبي ـ ﷺ ـ فقال : أدرك أبا بكر، فحيث ما لحقته فخذ الكتاب منه فاذهب به إلى أهل مكة فاقرأه عليهم - فذكره، وفيه أن أبا بكر ـ رضى الله عنهم ـ قال للنبي ـ ﷺ ـ بعدما رجع : أنزل فيّ شيء؟ قال : لا، ولكن جبريل عليه السلام جاءني فقال : لن يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك " ونقل البغوي عن ابن إسحاق أنه ـ ﷺ ـ بعث مع أبي بكر بأربعين آية من صدر سورة براءة ليقرأها على أهل الموسم، ثم بعث بعده علياً على ناقته الغضباء ليقرأ على الناس صدر براءة وأمره أن يؤذن بمكة ومنى وعرفة.