ويوم الحج المذكور هنا للجنس، أي في جميع أيام الحج - قاله سفيان الثوري - كيوم صفين والجمل وبعاث يراد به الحين والزمان الذي كان فيه ذلك، ولذلك نادى علي رضى الله عنه بنفسه ومن ندبه لذلك في جميع تلك الأيام، وقال أبو حيان : الظاهر أنه يوم واحد فقال عمر ـ رضى الله عنهم ـ وجماعة : هو يوم عرفة، وروي مرفوعاً إلى رسول الله ـ ﷺ ـ، وقال أبو موسى ـ رضى الله عنهم ـ وجماعة : هو يوم النحر، وقيل : أيام الحج كلها - قاله سفيان بن عيينة قال ابن عطية : والذي تظاهرت به الأحاديث أن علياً ـ رضى الله عنهم ـ أذن بتلك الآيات يوم عرفة إثر خطبة أبي بكر ـ رضى الله عنهم ـ، ثم رأى أنه لم يعم الناس بالإسماع فتتبعهم بالأذان بها أيضاً يوم النحر، وفي ذلك اليوم بعث أبو بكر ـ رضى الله عنهم ـ من يعينه بها كأبي هريرة وغيره ـ رضى الله عنهم ـ م ويتبعوا ايضاً أسواق العرب كذي المجاز وغيره ؛ وبهذا يترجح قول سفيان - انتهى.
وروى عبد الرزاق عن علي ـ رضى الله عنهم ـ أن يوم النحر، وقال في تفسيره أيضاً : أخبرنا معمر عن الحسن قال : إنما سمي الحج الأكبر لأنه حج أبو بكر ـ رضى الله عنهم ـ الحجة التي حجها، واجتمع فيها المسلمون والمشركون، ووافق أيضاً ذلك عيد اليهود والنصارى -.
ولما أعلم سبحانه بالبراءة عنها، سبب عنها مرغباً مرهباً قوله التفاتاً إلى الخطاب :﴿فإن تبتم﴾ أي عن الكفر والغدر ﴿فهو﴾ أي ذلك الأمر العظيم وهو المتاب ﴿خير لكم﴾ أي لأنكم تفوزون في الوفاء بالأمان في الدنيا، وفي الإسلام بالسلامة في الدارين.