ولما أمر تعالى بالتضييق عليهم، بين ما يوجب الكف عنهم فقال :﴿فإن تابوا﴾ أي عن الكفر ﴿وأقاموا﴾ أي وصدقوا دعواهم التوبة بالبينه العادلة بأن أقاموا ﴿الصلاة وآتوا الزكاة﴾ أي فوصلوا ما بينهم وبين الخالق وما بينهم وبين الخلائق خضوعاً لله تعالى وتركاً للفساد ومباشرة للصلاح على الوجه الذي أمر به رسول الله ـ ﷺ ـ، فإذا وجد هذان الشاهدان العدلان ﴿فخلوا﴾ أي بسبب ذلك ﴿سبيلهم﴾ أي بأن لا تعرضوا لشيء مما تقدم لأن الله يقبل ذلك منهم ويغفر لهم ما سلف ﴿إن﴾ أي لأن ﴿الله﴾ أي الذي له الجلال والإكرام ﴿غفور رحيم﴾ أي بليغ المحو للذنوب التي تاب صاحبها عنها والاتباع له بالإكرام. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٣ صـ ٢٧١ ـ ٢٧٢﴾