يرينا دقة القرآن الكريم في أن السيىء منهم ليس عملاً واحداً ولكنه أعمال متعددة ؛ قول وفعل، أي هم يصدون الناس بالكلام ويمنعونهم باستخدام القوة في بعض الأحيان. وباستخدام الحق لكلمة " يعملون " ؛ يلفتنا إلى أن أعمالهم ليست قولاً وليست فعلاً فقط، فهناك القول وهناك الفعل وكلاهما عمل ؛ القول عمل اللسان، والفعل عمل الجوارح. فلو قال الحق : ساء ما كانوا يفعلون، لقلنا فعلوا ولم يقولوا. ولو قال : ساء ما كانوا يقولون، لقلنا : قالوا ولم يفعلوا. وسبحانه أوضح لنا أن القول والفعل كلاهما عمل، وقال سبحانه :﴿ ياأيها الذين آمَنُواْ لِمَ تَقُولُونَ مَا لاَ تَفْعَلُونَ ﴾ [ الصف : ٢ ].
ليبين لنا أن هناك فرقاً بين القول والفعل ؛ القول أداته اللسان، والفعل أداته بقية الجوارح، والمعنى في قوله تعالى :﴿ إِنَّهُمْ سَآءَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ﴾ أي ساء قولهم وفعلهم. أ هـ ﴿تفسير الشعراوى صـ ﴾