وقال السمرقندى :
قوله تعالى :﴿ لاَ يَرْقُبُونَ فِى مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً ﴾، يعني : لا يحفظون في المؤمنين قرابة ولا عهداً.
﴿ وَأُوْلَئِكَ هُمُ المعتدون ﴾ بنقض العهد وترك أمر الله تعالى. أ هـ ﴿بحر العلوم حـ ٢ صـ ﴾
وقال الثعلبى :
﴿ لاَ يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً ﴾
يقول : لا تبقوا عليهم أيّها المؤمنون كما لا يبقون عليكم لو ظهروا عليكم.
﴿ وأولئك هُمُ المعتدون ﴾ بنقض العهد. أ هـ ﴿الكشف والبيان حـ ٥ صـ ﴾
وقال ابن عطية :
قوله تعالى :﴿ لا يرقبون ﴾ الآية،
وصف لهذه الطائفة المشترية يضعف ما ذهب إليه من قال إن قوله ﴿ اشتروا بآيات الله ﴾ هو في اليهود، وقوله تعالى :﴿ في مؤمن ﴾ إعلام بأن عداوتهم إنما هي بحسب الإيمان فقط، وقوله أولاً ﴿ فيكم ﴾ كان يحتمل أن يظن ظان أن ذلك للإحن التي وقعت فزال هذا الاحتمال بقوله ﴿ في مؤمن ﴾، ثم وصفهم تعالى بالاعتداء والبداءة بالنقض للعهود والتعمق في الباطل. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٣ صـ ﴾
وقال القرطبى :
﴿ لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ (١٠) ﴾
قال النحاس : ليس هذا تكريراً، ولكن الأوّل لجميع المشركين والثاني لليهود خاصّة.
والدليل على هذا ﴿ اشتروا بِآيَاتِ الله ثَمَناً قَلِيلاً ﴾ يعني اليهود ؛ باعُوا حجج الله عز وجل وبيانه بطلب الرياسة وطمَعٍ في شيء.
﴿ وأولئك هُمُ المعتدون ﴾ أي المجاوزون الحلال إلى الحرام بنقض العهد. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٨ صـ ﴾