وقوله :﴿ شَاهِدِينَ على أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ ﴾ أراد وهم شاهدون، فلمّا طرحت ( وهم ) نصبت، وقال الحسن : يقولون : نحن كفار ( نشهد ) عليهم بكفرهم، وقال السدّي : شهادتهم على أنفسهم بالكفر هي أن النصراني يُسأل : ما أنت فيقول : نصراني، واليهودي فيقول : يهودي والصابئي، فيقول : صابئي ويقال للمشرك : ما دينك؟ فيقول : مشرك.
وقال حمزة عن الضحاك عن ابن عباس : شهادتهم على أنفسهم بالكفر سجودهم لأصنامهم وإقرارهم بأنّها مخلوقة، وذلك أنّ كبار قريش نصبوا أصنامهم خارجاً من بيت الله الحرام عند القواعد، وكانوا يطوفون بالبيت عراة ويقولون : لا نطوف وعلينا ثياب قد عملنا فيها بالمعاصي، وكانوا يصفقون ويصفرون ويقولون : إن تغفر اللهم تغفره جمّا، وأي عبد لك لا ألمّا (... ) سجدوا لأصنامهم فلم يزيدوا بذلك من الله إلاّ بعداً، فأنزل الله عز وجل هذه الآية ﴿ أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النار هُمْ خَالِدُونَ ﴾. أ هـ ﴿الكشف والبيان حـ ٥ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon