وقال السمرقندى :
قوله تعالى :﴿ الذين ءامَنُواْ وَهَاجَرُواْ ﴾
يعني : صدقوا بوحدانية الله، يعني : وهاجروا إلى المدينة.
﴿ وجاهدوا فِى سَبِيلِ الله بأموالهم وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ الله ﴾، يعني : هؤلاء أفضل عند الله، وأفضل درجة في الجنة من الذين لم يهاجروا، ولم يؤمنوا، ولم يعمروا المسجد الحرام، ولم يسقوا الحاج.
﴿ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الفائزون ﴾، يعني : الناجون من النار. أ هـ ﴿بحر العلوم حـ ٢ صـ ﴾
وقال ابن عطية :
﴿ الَّذِينَ آَمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ ﴾
لما حكم الله تعالى في الآية المتقدمة بأن الصنفين لا يستوون بين ذلك في هذه الآية الأخيرة وأوضحه، فعدد الإيمان والهجرة والجهاد بالمال والنفس، وحكم أن أهل هذه الخصال ﴿ أعظم درجة عند الله ﴾ من جميع الخلق، ثم حكم لهم بالفوز برحمته ورضوانه، والفوز بلوغ البغية إما في نيل رغبته أو نجاة من مهلكة، وينظر إلى معنى هذه الآية الحديث الذي جاء " دعوا لي أصحابي فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه ".
قال القاضي أبو محمد : لأن أصحاب هذه الخصال على سيوفهم انبنى الإسلام وهم ردوا الناس إلى الشرع. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٣ صـ ﴾