وقال السمرقندى :
قوله تعالى :﴿ ثُمَّ يَتُوبُ الله مِن بَعْدِ ذلك على مَن يَشَاء ﴾
من أصحاب مالك بن عوف من كان أَهْلاً للإسلام.
وروي عن محمد بن كعب القرظي قال : لما انهزم مالك بن عوف، سار مع ثلاثة آلاف، فقال لأصحابه : هل لكم أن تصيبوا من محمد مالاً؟ قالوا : نعم.
فأرسل إلى النبي ﷺ : إني أريد أن أسلم، فما تعطيني؟ فأرسل إليه النبي ﷺ :" إِنِّي أُعْطِيكَ مِائةً مِنَ الإِبِلِ وَرُعَاتَهَا ".
فجاء فأسلم، فأقام يومين أو ثلاثة ؛ فلما رأى المسلمين ورقتهم وزهدهم واجتهادهم، رق لذلك فقال له رسول الله ﷺ :" يَا ابْنَ عَوْفٍ أَلاَ نَفِي لَكَ بِمَا أَعْطَيْنَاكَ مِنَ الشَّرْطِ؟ " فقال : يا رسول الله، أمثلي من يأخذ على الإسلام شيئاً؟ قال : فكان مالك بن عوف بعد ذلك ممن افتتح عامة الشام ثم قال الله عز وجل :﴿ والله غَفُورٌ ﴾ لما كان من الشرك، ﴿ رَّحِيمٌ ﴾ بهم في الإسلام. أ هـ ﴿بحر العلوم حـ ٢ صـ ﴾
وقال ابن عطية :
قوله ﴿ ثم يتوب الله من بعد ذلك على من يشاء ﴾
إعلام بأن من أسلم وتاب من الكفار الذين نجوا ذلك اليوم فإنهم مقبولون مسلمون موعودون بالغفران والرحمة. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٣ صـ ﴾