الحق ما هو نحو قوله تعالى :﴿فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفاً﴾ [ الكهف : ٦ ] ونحو قوله تعالى :﴿لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين﴾ [ الشعراء : ٣ ] نحو قوله تعالى :﴿ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون﴾ [ الحجر : ٩٧ ] ومما أنزل على وجه الإعلان عليه بما هو عليه من الرحمة وتوقفه على الأخذ بسنن الأولين حتى يكره عليه ليقوم عذره ليقوم عذره في الاقتصار على حكم الوصية وحال الجبلة ما هو نحو قوله تعالى :﴿ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده فلا تك في مرية منه إنه الحق من ربك﴾ [ هود : ١٧ ] ونحو قوله تعالى :﴿ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعاً أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين﴾ [ يونس : ٩٩ ] ونحو قوله تعالى :﴿فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين﴾ [ يونس : ٩٤ ] أي لا تتوقف لطلب الرحمة لهم كما - يتوقف الممتري في الشيء أو الشاك فيه لما قد علم أنه لا بد لأمته من حظ من مضاء كلمة العدل فيهم وحق كلمة العذاب عليهم وإجراء بعضهم دون كلهم على سنة من تقدمهم من أهل الكتب الماضية في المؤاخذة بذنوبهم وإنفاذ حكم السطوة فيهم فأخذهم الله بذنوبهم ﴿فكلاً أخذنا بذنبه﴾ [ العنكبوت : ٤٠ ] ولم ينفعهم الرجوع عند مشاهدة الآيات ﴿الآن وقد عصيت قبل﴾ [ يونس : ٩١ ] ﴿لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم﴾ [ الأنبياء : ١٣ ] وذلك أن كل مطالع بالعذاب راجع - ولا بد - عن باطله حين لا ينفعه ﴿وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون﴾ [ الأنبياء : ٩٥ ] ﴿إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا﴾ [ يونس : ٩٨ ] لما أبطن تعالى في قلب نبيهم عليه السلام عزماً على هلاكهم، أظهر تعالى رحمة عليهم، ولما ملأ نبيه ـ ﷺ ـ رحمة لأمته : كافرهم ومؤمنهم ومنافقهم، أشار بآي من إظهار مؤاخذتهم وأعلم بكف