وقال ابن عطية :
قوله تعالى ﴿ ولو أرادوا الخروج ﴾ الآية
حجة على المنافقين، أي ولو أرادوا الخروج بنياتهم لنظروا في ذلك واستعدوا له قبل كونه، و" العدة " ما يعد للأمر ويروى له من الأشياء، وقرأ جمهور الناس " عُدة " بضم العين وتاء تأنيث، وقرأ محمد بن عبد الملك بن مروان وابنه معاوية بن محمد " عُدة " بضم العين وهاء إضمار يريد " عدته " فحذفت تاء التأنيث لما أضاف، كما قال " وأقام الصلاة " يريد إقامة الصلاة، هذا قول الفراء، وضعفه أبو الفتح، وقال إنما خذف تاء التأنيث وجعل هاء الضمير عوضاً منها، وقال أبو حاتم : هو جمع عدة على عد، كبرة وكبر ودرة ودر، والوجه فيه عدد ولكن لا يوافق خط المصحف، وقرأ عاصم فيما روى عنه أبان وزر بن حبيش " عِده " بكسر العين وهاء إضمار وهو عندي اسم لما يعد كالريح والقتل لأن العدو سمي قتلاً إذ حقه أن يقتل هذا في معتقد العرب حين سمته، ﴿ انبعاثهم ﴾ نفوذهم لهذه الغزوة، و" التثبيط " التكسيل وكسر العزم، وقوله ﴿ وقيل ﴾، يحتمل أن يكون حكاية عن الله تعالى أي قال الله في سابق قضائه ﴿ اقعدوا مع القاعدين ﴾، ويحتمل أن يكون حكاية عنهم أي كانت هذه مقالة بعضهم لبعض إما لفظاً وإماً معنى، فحكي في هذه الألفاظ التي تقتضي لهم مذمة إذ القاعدون النساء والأطفال، ويحتمل أن يكون عبارة عن إذن محمد ﷺ عبارة عن التخلف والتراخي كما هو في قول الشاعر :
واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي... وليس للهيئة في هذا كله مدخل، وكراهية الله انبعاثهم رفق بالمؤمنين. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٣ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon