وقال القرطبى :
قوله تعالى :﴿ قُل لَّن يُصِيبَنَآ إِلاَّ مَا كَتَبَ الله لَنَا ﴾
قيل : في اللوح المحفوظ.
وقيل : ما أخبرنا به في كتابه من أنا إمّا أن نظفر فيكون الظفر حسنى لنا، وإما أن نقتل فتكون الشهادة أعظم حسنى لنا.
والمعنى كل شيء بقضاء وقدر.
وقد تقدّم في "الأعراف" أن العلم والقدر والكتاب سواء.
﴿ هُوَ مَوْلاَنَا ﴾ أي ناصرنا.
والتوكل تفويض الأمر إليه.
وقراءة الجمهور "يصِيبَنا" نصب بلن.
وحكى أبو عبيدة أن من العرب من يجزم بها.
وقرأ طلحة بن مُصَرِّف "هل يصيبنا".
وحكي عن أَعْيَن قاضي الرّيّ أنه قرأ "قل لن يصِيبنّا" بنون مشدّدة.
وهذا لحن ؛ لا يؤكد بالنون ما كان خبراً، ولو كان هذا في قراءة طلحة لجاز.
قال الله تعالى :﴿ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ ﴾ [ الحج : ١٥ ]. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٨ صـ ﴾
وقال الخازن :
﴿ قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ﴾
يعني قل يا محمد لهؤلاء الذين يفرحون بما يصيبك من المصائب والمكروه لن يصيبنا إلا ما قدره الله لنا وعلينا وكتبه في اللوح المحفوظ لأن القلم جف بما هو كائن إلى يوم القيامة من خير وشر فلا يقدر أحد أن يدفع عن نفسه مكروهاً نزل به أو يجلب لنفسه نفعاً أراده لم يقدر له ﴿ هو مولانا ﴾ يعني أن الله سبحانه وتعالى هو ناصرنا وحافظنا وهو أولى بنا من أنفسنا في الموت والحياة ﴿ وعلى الله فليتوكل المؤمنون ﴾ يعني في جميع أمورهم. أ هـ ﴿تفسير الخازن حـ ٣ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon