وَمِنْ نَكَدِ الدُّنْيا علَى الحرِّ أنْ يَرَى | عَدوّا له مَا مِنْ صَداقتِه بُدُّ |
عَلَى الذَّمِّ بِتْناَ مُجْمِعينَ وحالُنَا | مِنَ الخوْفِ حَالُ المجْمِعين عَلىَ الحمْدِ |
كَفَانَا هَواناً مِنْ تناقُضِ ذَاتِنا | متى تَصْدُق الأقوالُ بالألسُنِ الخُوَّفِ |
ويكمل الحق سبحانه وتعالى الصورة بقوله :
﴿ وَيَحْلِفُونَ بالله إِنَّهُمْ لَمِنكُمْ وَمَا هُم مِّنكُمْ ولكنهم قَوْمٌ يَفْرَقُونَ ﴾ والفَرَق معناه : الخوف، أي أنهم في فزع دائم، ويخافون أن يُفتضَحَ أمرهم فيعزلهم مجتمع الإسلام ويحاربهم محاربته للكفار. ويشرِّدهم ويأخذ أموالهم ويَسْبي نساءهم وأولادهم. إذن : فالخوف هو الذي جعلهم يحلفون كذباً وخوفاً من افتضاح أمرهم ؛ ولذلك قال الحق لرسوله ﷺ عنهم :﴿ وَلَوْ نَشَآءُ لأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ القول... ﴾ [ محمد : ٣٠ ]
وفي هذا القول دعوة لفحص ما يقوله أهل النفاق، حتى وإنْ بَدا القول على ألسنتهم جميلاً. أ هـ ﴿تفسير الشعراوى صـ ﴾