وقال السمرقندى :
﴿ قُلْ أَنفِقُواْ طَوْعاً أَوْ كَرْهاً ﴾
يعني : قل للمنافقين : أنفقوا طوعاً من قبل أنفسكم، أو كرهاً مخافة القتل.
﴿ لَّن يُتَقَبَّلَ مِنكُمْ ﴾ النفقة.
﴿ إِنَّكُمْ كُنتُمْ قَوْماً فاسقين ﴾، يعني : منافقين.
فقوله :﴿ أَنفَقُواْ ﴾ اللفظِ لفظ الأمر والمعنى معنى الخبر، يعني : إن أنفقتم، كما إنه يذكر لفظ الخبر والمراد به الأمر ؛ كقولك : غفر الله لك، وقولك : رحم الله فلاناً، يعني : اللهم اغفر له.
وهاهنا اللفظ لفظ الأمر ومعناه الخبر والشرط يعني : إن أنفقتم طوعاً أو كرهاً، لن يتقبل منكم.
قرأ حمزة والكسائي ﴿ كَرْهاً ﴾ بضم الكاف.
وقرأ الباقون ﴿ كَرْهاً ﴾ بالنصب. أ هـ ﴿بحر العلوم حـ ٢ صـ ﴾
وقال الثعلبى :
﴿ قُلْ أَنفِقُواْ طَوْعاً أَوْ كَرْهاً ﴾
نزلت في منجد بن قيس حين أستاذن النبي ﷺ في القعود عن الغزوة، وقال : هذا مالي اُعينك به، وظاهر الآية أمر معناه خبر وجزاء تقديره : إن أنفقتم طوعاً أو كرهاً فليس بمقبول منكم كقول الله عز وجل :﴿ واستغفر لَهُمْ ﴾ الآية [ آل عمران : ١٥٩ ] [ النساء : ٦٤ ] [ النور : ٦٢ ]. قال الشاعر :
أسيئي بنا أو أحسني لا ملامة | لدينا ولا مقلية إن تفلت |