كَمَا الحَبِطَاتُ شَرُّ بَنِي تَمِيمِ
إلاّ أن ذلك يكثر فيها إذا أفهمت الزمان ؛ كقوله :[ الكامل ]
وَاصِلْ خَلِيلَكَ............. البيت.
وأجاز الزَّمخشري وأبو البقاء أن تكون " ما " كافّة لـ " الكاف " عن العمل.
مثلها في قولك : ربما قدم زيد، ولا ضرورة تدعو إلى هذا ؛ لأن جعلها مصدريةً مبقٍ لـ " الكاف " على ما عهد لها من العمل، بخلاف جعلها كافة.
والألف واللام في " النَّاس " تحتمل أن تكون للجنس، وفيها وجهان.
أحدهما : المراد " الأوس " و " الخزرج " ؛ لأن أكثرهم كانوا مسلمين، وهؤلاء المنافقون كانوا منهم، وكانوا قليلين، ولفظ العموم قد يُطْلق على الأكثر.
والثاني : المُرَاد جميع المؤمنين ؛ لأنهم هم النَّاس ؛ لكونهم أعطوا الإنسانية حقَّهَا ؛ لأن فضل الإنسان على سَائِرِ الحيوان بالعَقْلِ المرشد.
وتحتمل أن تكون " الألف " و " اللام " للعهد، فيكون المراد " كما آمن الرسول ومن معهن وهم ناسٌ معهودون، أو عبد الله بن سلام وغيره من مؤمني أهل الكتاب.
الثاني : المُرَاد به النَّبي ﷺ قال تعالى :﴿أَمْ يَحْسُدُونَ الناس على مَآ آتَاهُمُ الله مِن فَضْلِهِ﴾ [ النساء : ٥٤ ].
أي : يحسدون النبي - عليه الصلاة والسلام - على النِّساء.
الثَّالث : الناس : المؤمنون خاصّة قال تعالى :﴿وَللَّهِ عَلَى الناس حِجُّ البيت﴾ [ آل عمران : ٩٧ ]، ومثله :﴿يَاأَيُّهَا الناس اعبدوا رَبَّكُمُ﴾ [ البقرة : ٢١ ].
الرابع والخامس : كُفَّار قريش، وزيد بن مسعود، قال تعالى :﴿الذين قَالَ لَهُمُ الناس﴾ [ آل عمران : ١٧٣ ] يعني نَعِيم المكّي :﴿إِنَّ الناس قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ﴾ [ آل عمران : ١٧٣ ].
السادس : آدم - عليه الصلاة والسَّلام - قال تعالى :﴿ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ الناس﴾ [ البقرة : ١٩٩ ] يعني : آدم عليه الصلاة والسلام.


الصفحة التالية
Icon