وقال الخازن :
﴿ وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار ﴾
يقال : وعده بالخير وعداً، ووعده بالشر وعيداً.
فالوعد يكون في الخير والشر ﴿ نار جهنم خالدين فيها ﴾ فيه حذف تقديره يصلونها خالدين يعني مقيمين فيها ﴿ هي حسبهم ﴾ يعني هي كافيتهم جزاء على كفرهم ونفاقهم وتركهم الإيمان والطاعة ﴿ ولعنهم الله ﴾ يعني وأبعدهم من رحمته وطردهم عن بابه ﴿ ولهم عذاب مقيم ﴾ أي دائم لا ينقطع.
فإن قلت قوله خالدين فيها بمعنى ولهم عذاب مقيم وهذا تكرار فما معناه؟ قلت ليس ذلك تكراراً.
وبيان الفرق من وجهين الأول أن معناه ولهم نوع آخر من العذاب المقيم سوى الصلي بالنار.
ولقائل أن يقول : هذا التأويل مشكل لأنه سبحانه وتعالى قال في النار هي حسبهم وذلك يمنع من ضم شيء آخر إلى عذاب النار.
وأجيب عن هذا الإشكال بأن قوله هي حسبهم في الإيلام ولا يمتنع أن لا يحصل نوع آخر من العذاب من غير جنس النار كالزمهرير ونحوه ويكون ذلك زيادة في عذابهم.
الوجه الثاني : أن العذاب المقيم هو العذاب المعجل لهم في الدنيا وهو ما يقاسونه من خوف اطلاع المسلمين عليهم وما هم فيه من النفاق وكشف فضائحهم وهذا هو العذاب المقيم. أ هـ ﴿تفسير الخازن حـ ٣ صـ ﴾