وقال ابن عطية :
قوله ﴿ ولئن سألتهم ﴾ الآية
نزلت على ما ذكر جماعة من المفسرين في وديعة بن ثابت وذلك ؟ أنه مع قوم من المنافقين كانا يسيرون في عزوة تبوك، فقال بعضهم لبعض هذا يريد أن يفتح قصور الشام ويأخذ حصون بني الأصفر هيهات هيهات، فوقفهم رسول الله ﷺ على ذلك، وقال لهم قلتم كذا وكذا، فقالوا ﴿ إنما كنا نخوض ونلعب ﴾، يريدون كنا مجدين، وذكر ابن إسحاق أن قوماً منهم تقدموا النبي ﷺ، وقال بعضهم كأنكم والله غداً في الحبال أسرى لبني الأصفر إلى نحو هذا من القول، فقال النبي ﷺ لعمار بن ياسر :" أدرك القوم فقد احترقوا وأخبرهم بما قالوا " ونزلت الآية، وروي أن وديعة بن ثابت المذكور قال في جماعة من المنافقين : ما رأيت كقرائنا هؤلاء لا أرغب بطوناً ولا أكثر كذباً ولا أجبن عند اللقاء فعنفهم رسول الله ﷺ على هذه المقالة فقالوا ﴿ إنما كما نخوض ونلعب ﴾، ثم أمره بتقريرهم ﴿ أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون ﴾ وفي ضمن هذا التقرير وعيد، وذكر الطبري عن عبد الله بن عمر أنه قال : رأيت قائل هذه المقالة وديعة متعلقاً بحقب ناقة رسول الله ﷺ يماشيها والحجارة تنكبه وهو يقول ﴿ إنما كنا نخوض ونلعب ﴾ والنبي يقول ﴿ أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون ﴾ وذكر النقاش أن هذا المتعلق كان عبد الله بن أبي ابن سلول، وذلك خطأ لأنه لم يشهد تبوك. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٣ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon