فصاحب القرآن يعبد الله تبارك وتعالى بقلبه وجسمه لا يقتصر على ظاهر دون باطن، ولا على باطن دون ظاهر، ولا على أول دون آخر ولا على آخر دون أول ؛ قال ـ ﷺ ـ " أمتي كالمطر لا يدري أوله خير أم آخره " فمن حق القارىء أن يعتبر القرآن نفسه ويلحظ مواضع مذامه للفرق ويزن به أحوال نفسه من هذه الأديان الستة في هذه الأمة، وأما وجه وقوع النفاق وأحوال المنافقين فهي داهية القراء وآفة الخليفة ؛ قال ـ ﷺ ـ " أكثر منافقي أمتى قراؤها " وقال بعض كبار التابعين : أدركت سبعين ممن رأى النبي ـ ﷺ ـ كلهم يخاف النفاق على نفسه.
وأصل مداخله على الخلق من إيثار حرمة الخلق على حرمة الحق جهلاً بالله عز وجل واغتراراً بالناس، فليزم لذلك محاسنة أولى البر والصدق ظاهراً وتكرههم بقلبه باطناً، ويتبع ذلك من الذبذبة بين الحالين ما وصف الله تعالى من أحوالهم وما بينه النبي ـ ﷺ ـ من علاماتهم حتى قال ـ ﷺ ـ :


الصفحة التالية
Icon