وقال ابن عطية :
قوله تعالى :﴿ لا تعتذروا ﴾ الآية
المعنى قل لهم يا محمد لا تعتذروا على جهة التوبيخ كأنه قال لا تفعلوا ما لا ينفع.
ثم حكم عليهم بالكفر فقال لهم ﴿ قد كفرتم بعد إيمانكم ﴾ الذي زعمتموه ونطقتم به، وقوله ﴿ عن طائفة منكم ﴾ يريد فيما ذكر المفسرون رجلاً واحداً قيل اسمه مخشن بن حفير قاله ابن إسحاق، وقال ابن هشام ويقال فيه مخشي وقال خليفة بن خياط في تاريخه مخاشن بن حمير وذكر ابن عبد البر مخاشن الحميري وذكر جميعهم أنه استشهد باليمامة وكان قد تاب وتسمى عبد الرحمن، فدعا الله أن يستشهد، ويجهل أمره فكان ذلك باليمامة ولم يوجد جسده، وذكر أيضاً ابن عبد البر محشي بن حمير بضم الحاء وفتح الميم وسكون الياء ولم يتقن القصة، وكان محشي مع المنافقين الذين قالوا ﴿ إنما كنا نخوض ونلعب ﴾ فقيل كان منافقاً ثم تاب توبة صحيحة، وقيل كن مسلماً مخلصاً إلا أنه سمع كلام المنافقين فضحك لهم ولم ينكر عليهم فعفا الله عنه في كلا الوجهين، ثم أوجب العذاب لباقي المنافقين الذين قالوا ما تقدم، وقرأ جميع السبعة سوى عاصم " إن يعف عن طائفة " بالياء " تعذب " بالتاء، وقرأ الجحدري " إن يعف " بالياء على تقديره يعذب الله طائفة " بالنصب، وقرأ عاصم وزيد بن ثابت وأبو عبد الرحمن " إن نعف " بالنون " نعذب " بنون الجميع أيضا ً، وقرأ مجاهد " إن تعفُ " بالتاء المضمومة على تقدير إن تعف هذه الذنوب " تعذب " بالتاء أيضاً. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٣ صـ ﴾