وكان رسول الله ﷺ قد سمى قوماً ممن اتهمهم بالنفاق، وقال إنهم رجس، فقال الجلاس للذي كان يسير معه : والله ما هؤلاء الذين سمى محمد إلا كبراؤنا وسادتنا، ولئن كان ما يقول محمد حقاً لنحن شر من حمرنا هذه فقال له ربيبة أو الرجل الآخر ؟ والله إنه لحق، وإنك لشر من حمارك، ثم خشي الرجل من أن يلحقه في دينه درك، فخرج وأخبر رسول الله ﷺ بالقصة فأرسل النبي ﷺ في الجلاس فقرره فحلف بالله ما قال، فنزلت هذه الآية، والإشارة ب ﴿ كلمة الكفر ﴾ إلى قوله : إن كان ما يقول محمد حقاً فنحن شر من الحمر، إن التكذيب في قوة هذا الكلام، قال مجاهد وكان الجلاس لما قال له صاحبه إني سأخبر رسول الله ﷺ بقولك هم بقتله، ثم لم يفعل عجزاً عن ذلك فإلى هذا هي الإشارة بقوله ﴿ وهموا بما لم ينالوا ﴾، وقال قتادة بن دعامة : نزلت هذه الآية في عبد الله بن أبي ابن سلول، وذلك أن سنان بن وبرة الأنصاري والجهجاه الغفاري كسع أحدهما رجل الآخر في غزوة المريسيع، فثاروا، فصاح جهجاه بالأنصار وصاح سنان بالمهاجرين، فثار الناس فهدن رسول الله ﷺ، فقال عبد الله بن أبي ابن سلول : ما أرى هؤلاء إلا قد تداعوا علينا، ما مثلنا ومثلهم إلا كما قال الأول : سمن كلبك يأكلك، ولئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، فبلغ ذلك رسول الله ﷺ فوقفه فحلف أنه لم يقل ذلك، فنزلت الآية مكذبة له، والإشارة ب ﴿ كلمة الكفر ﴾ إلى تمثيله : سمن كلبك يأكلك، قال قتادة والإشارة ب ﴿ هموا ﴾ إلى قوله لئن رجعنا إلى المدينة، وقال الحسن هم المنافقون من إظهار الشرك ومكابرة النبي ﷺ بما لم ينالوا، وقال تعالى :﴿ بعد إسلامهم ﴾ ولم يقل بعد إيمانهم لأن ذلك لم يتجاوز ألسنتهم، وقوله تعالى :﴿ وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله ﴾، معناه أن