رسول الله ﷺ أنفذ لعبد الله بن أبي ابن سلول دية كانت قد تعطلت له، ذكر عكرمة أنها كانت اثني عشر ألفاً، وقيل بل كانت للجلاس.
قال القاضي أبو محمد : وهذا بحسب الخلاف المتقدم فيمن نزلت الآية من أولها، وتقدم اختلاف القراء في ﴿ نقموا ﴾ في سورة الأعراف، وقرأها أبو حيوة وابن أبي عبلة بكسر القاف، وهي لغة، وقوله ﴿ إلا أن أغناهم الله ﴾ استثناء من غير الأول كما قال النابغة :
ولاعيب فيهم غير أن سيوفهم... بهن فلول من قراع الكتائب
فكأن الكلام وما نقموا إلا ما حقه أن يشكر، وقال مجاهد في قوله ﴿ وهموا بما لم ينالوا ﴾ إنها نزلت في قوم من قريش أرادوا قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال القاضي أبو محمد : وهذا لا يناسب الآية، وقالت فرقة إن الجلاس هو الذي هم بقتل رسول الله ﷺ وهذا يشبه الآية إلا أنه غير قوي السند، وحكى الزجّاج أن اثني عشر من المنافقين هموا بذلك فأطلع الله عليهم، وذكر رسول الله ﷺ في إغنائهم من حيث كثرت أموالهم من الغنائم، فرسول الله ﷺ سبب في ذلك وعلى هذا الحد قال رسول الله ﷺ للأنصار " كنتم عالة فأغناكم الله بي "، ثم فتح عز وجل لهم باب التوبة رفقاً بهم ولطفاً في قوله ﴿ فإن يتوبوا يك خيراً لهم ﴾.
وروي أن الجلاس تاب من النفاق فقال إن الله قد ترك لي باب التوبة فاعترف وأخلص، وحسنت توبته، و" العذاب الأليم " اللاحق بهم في الدنيا هو المقت والخوف والهجنة عند المؤمنين. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٣ صـ ﴾