فقلت لعطاء : يا أبا مُحَمّد حَدّثَني بأصل هذا الحديث، فقال : حَدّثَني جابر بن عبد الله أنَّ رسول الله ﷺ إنما قال هذا الحديث في المنافقين خاصة الذين حدثوا النبي ﷺ فكذبوه وائتمنهم على سرّه فخانوه ووعدوه أن يخرجوا معه إلى الغزو فأخلفوه، قال : فخرج أبو سفيان من مكة فأتى جبريل فقال : إن أبا سفيان في مكان كذا وكذا، فقال النبي ﷺ :" إن أبا سفيان في مكان كذا وكذا فاخرجوا إليه واكتموا " فكتب رجل من المنافقين إليه : إن محمداً يريد بعثكم فأنزل الله عزّ وجلّ ﴿ لاَ تَخُونُواْ الله والرسول وتخونوا أَمَانَاتِكُمْ ﴾ [ الأنفال : ٢٧ ] وأنزل في المنافقين ﴿ وَمِنْهُمْ مَّنْ عَاهَدَ الله لَئِنْ آتَانَا ﴾ إلى قوله تعالى :﴿ بِمَا كَانُواْ يَكْذِبُونَ ﴾. قال : إذا أتيت الحسن فاقرأه مني السلام فأخبره أصل هذا الحديث وبما قلت لك.
فقدمت على الحسن وقلت : يا أبا سعيد إن أخاك محمّداً يقرئك السلام، فأخبرته بالحديث الذي حدث. فأخذ الحسن يدي فأحالها وقال : يا أهل العراق أعجزتم أن تكونوا مثل هذا، سمع منا حديثاً فلم يقبله حتى استنبط أصله، صدق عطاء هكذا الحديث في المنافقين خاصة. أ هـ ﴿الكشف والبيان حـ ٥ صـ ﴾